حفنة من الرمال

سبتمبر 12, 2019 عند 6:55 م | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق
كان هناك رجل ثري صاحب معرفة في كاشان ذهب مع أسرته قاصدًا زيارة المقامات المقدسة في النجف وكربلاء. وقد أجبرته الظروف على اتخاذ أحد البابيين دليلاً وقائدًا للقافلة اسمه هاشم خان ليوصلهم ويعيدهم. إلاّ أنه تردد باستخدامه لا لشيء إلاّ لكونه بابيًا، وكان من أشهر سائقي القوافل وأوثقهم في المنطقة علاوة على كونه قوي البنية طويل القامة. مع أنه كان قليل العلم، إلاّ أن قلبه انشرح بنور أمر الله الناشئ. بذلك وُهب من الفهم الفطري ما مكّنه من تبليغ الناس وإقناعهم بطريقته البسيطة بأحقية الدين الذي آمن به. كان معروفًا باسم هاشم البابي. خلال الرحلة تجنب التاجر وعائلته ذلك المؤمن. فلم يرغبوا بمعاشرة من كان في نظرهم قد آمن بعقيدة ضالة. في رحلة طويلة كهذه كان لزامًا أن تتوقف القافلة مرتين أو ثلاثًا يوميًا للراحة وإطعام الدواب. في إحدى المناسبات خلال استراحتهم عزم التاجر على التحدث مع هاشم محاولاً هدايته وإعادته إلى حظيرة الإسلام. فناداه ليأتي ويجلس معهم. بعد تقديم شكره وثنائه على إخلاصه وحرصه في خدمتهم ورعايتهم في الطريق، شرع يحاوره متسائلاً: ’ترى كيف إني مع كل علمي لم أستطع أن أقتنع وأعترف بأحقية رسالة الباب في حين أنك تكاد تكون جاهلاً أميًا تدّعي اهتداءك واعترافك بها؟‘
قبض هاشم بيده حفنة من الرمل وقال للتاجر: ’الناس من أمثالي لا شأن لهم في المجتمع. إنهم كرمال الصحراء بلا قيمة، لكن مع ذلك حينما تشرق الشمس في الصباح نجد أن أول من يستضئ بنورها هي هذه الرمال. أمّا الرجل المتعلم فمثله مثل الجوهرة الثمينة، محفوظة في صندوق داخل غرفة مقفلة وإذا طلعت الشمس فإنها تبقى في الظلام.‘ كان لجوابه أثر عميق في نفس التاجر بحيث صار يتعلّم من هاشم باستمرار طوال الرحلة حتى عودتهم، مما أدى إلى زوال الحجبات

واستنارة جوهرة قلبه بنور الإيمان بأمر الله الجديد. إن جواب هاشم على بساطته فيه معنى عميق جدًا. إذ بينما يقرّ بمقام العلم ورفعته، يبرهن على ضرورة توجّه أهل العلوم لشمس الحقيقة عند ظهورها في العالم ثم الاجتهاد من أجل فتح قلوبهم وأرواحهم لسطوع أنوارها عليهم واستنارتهم بها.
من الحجبات الأخرى التي تمنع الناس من الإقبال على دين الله الجديد هي التعصبات بمختلف أنواعها، المادية والثروة والنفوذ وغيرها كثير مما أصاب المجتمع الإنساني في هذا العصر وهوى به في ظلام وحرمان تامّين.

تربية الأطفال في الدين البهائي

سبتمبر 9, 2019 عند 4:34 م | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق

 

كتِب على كلّ أب تربية ابنه وبنته بالعلم والخط ودونهما عما حُدّد في اللوح والذي ترك ما أُمر به فللأمناء أن يأخذوا منه ما يكون لازما لتربيتهما إن كان غنيا وإلا يرجع إلى بيت العدل، إنا جعلناه مأوى الفقراء والمساكين. إن الذي ربّى ابنه أو ابنا من الأبناء كأنه ربّى أحد أبنائي عليه بهائي وعنايتي ورحمتي التي سبقت العالمين.

(الكتاب الاقدس، فقرة 48)

ابذلوا كل الجهد في مسألة تعليم الأطفال وتربيتهم، إنها لفي غاية الأهمية، وكذلك تربية البنات تربية صحيحة، كي يترعرعنّ على حسن السلوك والأخلاق، فالأمهات أولى المربّيات للأطفال، وكل طفل في طفولته المبكرة بمثابة غصنٍ نضرٍ ريّان يتأثر بتربية الوالدين كيفما يشاءان.( (التربية والتعليم، ص 46)

إن مهمة تربية طفل بهائي كما تؤكده مرارا وتكرارا النصوص المباركة البهائية إنما هي مسؤولية الأم الرئيسة- والتي منحت بهذا الامتياز الفريد- وهي في الواقع خلق أوضاع في بيتها تؤدي إلى تقدم الطفل وتحسين أحواله من الناحية المادية والروحية، فالتوجيه الذي يتلقاه الطفل في بدء حياته من أمه يشكل أقوى أساس لتطوره في المستقبل                                                              ( كتاب التربية والتعليم، ص 46)

أريد رصيفا

جوان 7, 2014 عند 5:09 ص | أرسلت فى Uncategorized | تعليق واحد
الأوسمة:

                                                      2

     كلمات  تحدثت بها سيدة عجوز بناء على سؤال وجه إليها ماذا  تريدين من  مصر ……………..لم تطلب هذه السيدة غير هذا

المطلب (أريد رصيفا أمشي عليه ) وعندما فكرت في هذه الكلمات البسيطة وجدت أن عندها حق وأننا جميعا نعاني من هذه المشكلة يوميا

ففي طريقى إلى عملى أجد الكثير من التعديات على الرصيف المخصص للمشاة بائع الفاكهة والخضار يمتلك الرصيف كله لعرض بضاعته وكذلك

السوبر ماركت …………………وغيرهم من أصحاب المحلات مما  يضطر نا  إلى ترك الرصيف لنمشي في الشارع فإذا بالسيارات مصطفة

على الجانبين فنضطر مرة أخرى أن نمشي وسط  الشارع ونتلفت عن وراءنا لمراقبة

سير السيارات حتى لا نصاب بسوء فما بالنا بالأطفال والمسنين أين يمشون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وقفت أحتراما لقانون التحرش ولتجريم إلقاء القمامة واليوم أتمنى أزالة تعديات الأرصفة حتى نشعر بالأمان والطمأنينة  ونحن نسير في شوارع مصرنا الغالية  

كلمات منسية 2

ماي 8, 2014 عند 4:46 ص | أرسلت فى Uncategorized | تعليق واحد
الأوسمة: ,

                                                           

              هذه كلمات أخريات فقدت رويدا رويدا من قاموس حياتنا وهي ( من فضلك- شكرا )  تمرين صغير على هاتيين الكلمتين  أعلمه لأحفادي من خلال اللعب معهم فنجلس معهم في دائرة ونقدم لهم هدية رمزية ونقول لهم كل واحد يعطى للآخر الجالس بجواره هذه اللعبة والثاني بدوره يقول له شكرا وهكذا …….أتذكر عندما كان أبي وأمي دءوبين على تعليمنا هذه الكلمات  منذ الصغر  ومازلت أصر أن أعلمهم لأحفادي الصغار لينشأوا كما نشأنا نحن الكبار جميعا على هذه الكلمات التي لها مفعول السحر في فتح أبواب القلوب وتنظيم العلاقات بين الناس بكل أدب وأحترام .

          في ظل زحمة العمل وأنشغال الآباء بتوفير أسباب العيش الكريم لأبناءهم أقول لهم لا تنسوا أن تغرسوا هذه الكلمات البسيطة في حياة أبناءكم وأقول للأجداد والجدات ساعدوا أبناءكم في ذلك وقوموا معهم بهذا الدور فأن رسالتنا ممتدة ولم تنتهي بعد .

(ابذلوا كل الجهد في مسألة تعليم الأطفال وتربيتهم، إنها لفي غاية الأهمية، وكذلك تربية البنات تربية صحيحة، كي يترعرعنّ على حسن السلوك والأخلاق، فالأمهات أولى المربّيات للأطفال، وكل طفل في طفولته المبكرة بمثابة غصنٍ نضرٍ ريّان يتأثر بتربية الوالدين كيفما يشاءان.. من الآيات البهائية )

كلمات منسية (1)

أفريل 25, 2014 عند 8:01 م | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق
الأوسمة:

            في طريقي للعمل سمعت طفل يقول لآخر الله يسامحك ألتفت إلى ذلك الطفل وأنا أدعوله أن يظل هكذا على سماحته بقية حياته فلم أعد أسمع هذه الكلمات الراقية إلا نادرا، وتذكرت كم تعلمت هذه الكلمة ببيتنا الصغيروكم خلقت بداخلى سلام وهدوء ومحبة تجاه الآخرين وعندما أصبحت أم علمتها لأبنائي وكم كانوا يشتكون أنهم بهذه الكلمة لم يأخذوا حقهم من فلان وعلان وعندما كبروا فهموا ووعوا تماما أننا زرعنا التسامح داخل نفوسهم وأرواحهم وليس معنى أن أتسامح أن أترك ما لي من حقوق ولكن دائما هناك قنوات شرعية لذلك .

هناك العديد من الكلمات التي نسيناها مع الوقت وحلت محلها كلمات أخرى وأفعال أخرى فأصبح مجتمعنا غير المجتمع الذي كنا نعيش فيه بشهادة الجميع فكم يتحدث الكبار عن أيامنا التي ولت وأصبح الناس غير الناس وبالتالي وأصبحنا متقوقعين داخل أنفسنا وداخل أسرنا نربي أولادنا على العنف أذا تعرض لهم أحد ،علمناهم أن يأخذوا  حقهم بيدهم  فبنينا دخل نفوسهم العنف وعدم تقبل الآخرين وعدم التسامح معهم وأن البقاء للأقوى ولم ندري أننا بذلك نزرع  حصاد من الكره والعنف ضد أنفسنا وليس ضذ الآخرين عندما يكبر الأبناء ويعاملوننا بما تربوا هم عليه نتمنى لو يعود الزمن ونربي أولادنا على قيم غابت عنا .

سنتواصل معا في ذكر كلمات أخرى محيناها من حياتنا ولكن نتمنى أن تعود ………………..

 

كل سنة وأنتى طيبة يامامتي

مارس 18, 2014 عند 12:52 م | أرسلت فى Uncategorized | تعليق واحد
الأوسمة: ,

<<a href=”“>
بعودة الأيام لكل أم في الوجود فهي البسمة وهى الحنان وهى الحب وهى الأطمئنان …………….بحبكم كل أمهات الدنيا ومن قلب كل طفل أقدم لكي هذه الأغنية التي تحمل كل ذكريات طفولى أبنائي .

(ابذلوا كل الجهد في مسألة تعليم الأطفال وتربيتهم، إنها لفي غاية الأهمية، وكذلك تربية البنات تربية صحيحة، كي يترعرعنّ على حسن السلوك والأخلاق، فالأمهات أولى المربّيات للأطفال، وكل طفل في طفولته المبكرة بمثابة غصنٍ نضرٍ ريّان يتأثر بتربية الوالدين كيفما يشاءان.) من الآثار البهائية

مناجاة لإزاحة الكروب

مارس 1, 2014 عند 5:21 ص | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق
الأوسمة:

                                                      هُوَ اللهُ

 رَبَّنا ومَلاذَنا أَزِلْ كُرُوبَنَا بِبُزُوغِ شَمْسِ وَعْدِكَ الكَرِيمِ وَخَفِّفْ هُمُومَنا بِنُزُولِ مَلائِكَةِ نَصْرِكَ المُبِينِ وَأَنِرْ أَبْصَارَنا بِمُشَاهَدَةِآياتِ أَمْرِكَ العَظِيمِ. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا مِنْ لَدُنْكَ. رَبَّنا افْتَحْ عَلَى وُجُوهِنَا أَبْوابَ السَّعَادَةِ وَالرَّخَاءِ وَأَذِقْنَا حَلاوَةَ الهَنَاءِوَارْفَعْنَا مَقَامًا أَنْتَ أَوْعَدْتَنا بِهِ فِي صُحُفِكَ وَكُتُبِكَ. إِلَى مَتَى يا إِلهَنا هَذَا الظُّلْمُ وَالطُغْيانُ، إِلَى مَتَى هذا الجَوْرُ وَالعُدْوانُ. هَلْ لَنَا مِنْ مَأْمَنٍ إلاَّ أَنْتَ، لا وَحَضْرَةِ رَحْمَانِيَّتِكَ. أَنْتَ مُجِيرُ المُضْطَرِّينَ، أَنْتَ سَمِيعُ دُعَاءِ المَلْهُوفِينَ، أَدْرِكْنا بِفَضْلِكَ يا رَبَّنا الأَبْهى وَلا تُخَيِّبْ آمَالَنَا يا مَقْصُودَ العَالَمِينَ وأَرْحَمَ الرَّاحِمْينَ.(من الآيات البهائية )

حدثتني أمي

فيفري 22, 2014 عند 10:21 ص | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق
الأوسمة: ,

..ست الحبايب أمي الحبيبة التي أتعلم منها كلما جلسنا سويا وبرغم أنني أصبحت جدة لخمسة من الأحفاد إلا أنني مازلت أحتاج إلى نصائحها وبرغم أنني أكابر بأنني أعرف وأعلم ولكن تبقى خبرتها ورحلة حياتها وتجاربها الطويلة هى الرأي الصحيح في النهاية

كلما رأت أمي أمهات صغيرات توصيهن خيرا بتربية ا لأبناء وتقول لهن (التربية ياولاد التربية ربوا ولادكم قبل ما يفوت الإوان بلاش الدلع وبلاش الأسراف في التدليل وبلاش تلبية كل مطلبات الحياة تذكرن أن القناعة كنز لا يفنى …………………. مئات من النصائح ولكن أهمها ( قبل أن يفوت الأوان ياولاد )

دي كانت نصائح أمي ودلوقتى وبعد أن مرت الأيام وكبرنا أصبحت أراقب الشباب والأطفال وأنا في كل لحظة وقلبي معهم وأتمنى أن أراهم في أحسن وأسعد حال لأن الدنيا ملكهم وهم أجيال الغد وأجد شباب يفتخر بهم الجميع فأعرف أنهم قد تلقوا تربية أمي وأرى الكثير يتلفظ بألفاظ أستحي مجرد ذكرها في خاطرى ويسلكون سلوكيات ليست من مجتمعتنا الشرقية في شيء ولا يحترمون الكبير ويقع البعض منهم في عالم المخدرات والمسكرات ويعلو أصواتهم مطالبة بحقوقهم وهم لا يعطون شيئا

طبعا لا أعمم هذه الظواهر ولكنها أصبحت شائعة ولا أطيل عليكم وأوجه من خلال مدونتى خبرتي في الحياة ونصيحتى  لكل أم أن تربي أطفالها منذ نعومة أظفارهم ولا تنشغل عنهم بأي شيء وتراقب وتقوم سلوكياتهم وعينها مفتوحة كالصقر على كل ما يخصهم خلال السنوات الأولى التي تتكون فيها شخصياتهم وضمائرهم .

ويقدم لنا الدين البهائي بعض النصائح عن التربية :

( لهذا على الأمهات تربية صغارهن كما يربّي البستاني أغراسه ويعتني بها، والسعي ليلا ونهارا في العمل على تأسيس الايمان وخشية الله وحب الآخرين وفضائل الأخلاق والصفات الحسنة في أطفالهن، لتثني الأم وتطري طفلها كلما قام بعمل ممدوح ولتملأ قلبه سرورا، وإذا صدرت من الطفل أدنى حركة شاذة لتنصحه ولا تعاتبه ولتعامله بوسائل معقولة ولو بقليل من الزجر في الكلام إذا لزم الأمر، ولكن الضرب والشتم لا يجوزان أبدا فإنهما يفسدان أخلاق الطفل)

 

 

اليد الناعمة صانعة للسلام

فيفري 7, 2014 عند 6:33 ص | أرسلت فى Uncategorized | 2 تعليقان
الأوسمة:

أنها الأم أغلى من في الوجود بقلبها الحنون باستيعابها لأبنائها برعايتها لهم بخوفها عليهم وعلى مستقبلهم فلو بحثت العديد والعديد من المرات على من هو أكثر إنسان يحبك ويعبر لك في كل وقت دون تحفظ عن هذا الحب ستجد أنه أمك………………….الأم ذلك القلب الحنون هو من سيصنع السلام .

جاءت الديانة البهائية تحمل ضمن مبادئها السامية مبدأ مساواة الرجل والمرأة في كافة ميادين الحياة فهي جناح قوى في البيت والعمل والكفاح وفي تربية الأبناء تقدم كل مالديها من طاقات خلال رحلة حياتها لا يقل عما يقدمه الجناح الثاني القوى وهو الرجل فالحياة تتكامل بالجناحين القويين مثل الطائر الذي لا يستطيع أن يحلق في الفضاء دون أمتلاكه لجناحيين قويين .

من مبادئ الدين البهائي التي اعلنها حضرة بهاء الله ان تحصل المرأة على المساواة في التعليم وفي كافة الحقوق التي يتمتع بها الرجل. بمعنى عدم وجود أي فرق بين تعليم الرجل والمرأة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية. عندها يبلغ العالم الوحدة والانسجام. ففي العصور السابقة عانت الانسانية من التأخر وعدم الكفاءة لأنها لم تكن كاملة. فالحروب وذيولها أدت إلى ضعف العالم. ان تعليم المرأة هي خطوة عظمى لإزالة هذه الحروب وانهاءها. لأن المرأة ستستخدم كل تأثيرها ونفوذها ضد الحروب. فالمرأة التي تربي الطفل وتعلّمه حتى يبلغ رشده سترفض أن تضحي به في ميادين القتال. في الحقيقة ان المرأة ستكون أعظم عامل في تأسيس السلام العالمي وهيئة التحكيم الدولية وبالتأكيد ستزيل المرأة الحروب من الجنس البشري.

تجربة روحية صادقة

جانفي 31, 2014 عند 10:19 م | أرسلت فى Uncategorized | أضف تعليق
الأوسمة:

 

                                         Copyrighted_Image_Reuse_Prohibited_331093  

في الهند، زهرة اللوتس تلاحقك. تشعر بأن هذه البلاد التي تضم آلاف الديانات والمذاهب قد اختلفت على كل شيء واتفقت على زهرة. عندما تزور منارة قطب، أو “قطب منار”، ستجد أن زهرة اللوتس تفيض من النقوش المحفورة على جسد المنارة الحمراء، ولو حلقت في هيلوكوبتر، ستجد أن القطاع الطولي للمنارة على شكل زهرة اللوتس. إذا زرت معبد كريشنا، ستجد سلال أزهار اللوتس توزع عند البوابة، السلة بـ 10 ربيات فقط! وعندما تدخل كنيسة في طرف الشارع، ستجد أزهار اللوتس منقوشة على الأبواب الخشبية الصغيرة.

زهرة اللوتس، هي نقطة التقاء جميع المذاهب الدينية في الهند، لأنها ترمز إلى النقاء الرّوحي، الذي يحاول بلوغه الجميع، مسلمون وهندوسا ومسيحيون. ولكن أجمل تجاربي على الإطلاق كانت زيارة معبد اللوتس في دلهي، وكان ذلك في ثاني أيام عيد الأضحى المنصرم، وكان الناس يفدون أفواجًا أفواج، من أجل الصلاة والاحتفال.

يعتبر معبد اللوتس واحدا من أهم مشارق الأذكار الثمانية عند البهائيين، وهو يشرع أبوابه يوميا أمام جميع الأديان والعقائد، وبعيدا عن الطابع الديني للمعلم، فهو تحفة معمارية بامتياز، حائز على عدة جوائز هندسية محليا ودوليا.

وإذ أنا أدخل إلى تلك “البقعة المباركة” من الجمال والجلال والمعنى، شعرت بأن قلبي مختطف، مأخوذة “بالسلطنة المعمارية” والروحانية التي تشعّ من الزهرة الرخامية العملاقة، المصنوعة من 27 بتلة، وتحاصرها 9 بحيرات، تتربع غافية في أعماق ذاتها، تمنح العالم مكانا آمنا للحب والصلاة وما بينهما.

خلعنا أحذيتنا، وقفنا في الطابور الطويل من الحجاج الذين يأتون إلى هذا المكان للتأمل، ولم يكونوا بالضرورة مسلمين، أو بهائيين، بل كانوا من جميع الديانات، ورغم أن جماعة بهائية قد أنشأت المعبد، إلا أنها منعت إقامة الشعائر الدينية في داخله! وهو الأمر المدهش بالفعل! لم تكن هذه الجماعة مأخوذة بأي هم تبشري نحو دعوة الزائرين إلى منهجها الخاص، كان يكفيها أن تصلي صلاتك التي اعتدت عليها وأن تتسامح مع المختلفين عنك، أن تجلس بجانب المسيحي واليهودي والبوذي والمسلم وأنت متصالح معهم، متصالح مع نفسك.

عندما تدخل إلى زهرة اللوتس، فإن كل ما عليك فعله هو أن تجلس على الكراسي الخشبية الكثيرة (والمعبد يتسع من الداخل لـ 1300 زائر)، وأن تغمض عينيك (إن شئت!) وتتأمل. أن تجرب الصمت، أن تجرب الجلوس لبرهة دون أن يطحنك القلق اليومي بلا رحمة، أن تجرب الثبات وأن تكف عن الركض المحموم صوب العالم.

جلستُ لعشرة دقائق، ورغم أن المكان خرافي الجمال من الخارج إلا أنه حافظ على صيغة مدهشة من البساطة في داخله، وهو الأمر الذي لفه بكثيرٍ من السكينة. جلستُ، وأغمضتُ وصمتُّ. كانت عشر دقائق من الراحة غير المسبوقة، ولم يسبق لي أن توصلت إلى هذا الهدوء الداخلي بهذه السرعة، ولكن وجودي بين المتأملين جعلني أدخل في التجربة بسلاسة. عندما خرجتُ من المعبد كنتُ أتساءل، ترى .. ماذا لو قدّم أحدهم طلب بناء معبد شبيه في بلدي؟ معبد يتسع للجميع، يجمع ولا يفرّق، يحب ولا يكره، نوّيرة كبيرة ربما للشيعي والسني والمسيحي؟ كم سيطول الأمر قبل أن تريق الطوائف المتناحرة دمه؟

أزعجتني الفكرة. ولكن لا يهم. فأنا حظيت بعشرة دقائق من الصمت، عشرة دقائق من السكينة، وأحيانا يكون ذلك كافيًا- مقال للكاتبة والروائية الكويتية ( بثينة العيسى ) بعنوان زهرة اللوتس

الصفحة التالية «

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم.
Entries و تعليقات feeds.